تعتبر الفصة من المحاصيل العلفية الخضراء ذات القيمة الغذائية المرتفعة التي تتغذى عليها جميع الحيوانات سواء تلك المخصصة لإنتاج الحليب أو الموجهة للتسمين فيمكن ان تتغذى عليها الخيول والاغنام والابقار والماعز والدجاج، وتحتوي على نسب عالية من العديد من الفيتامينات الاساسية والمعادن والالياف الضرورية لعمليات الهضم، كما يمكن الاستفادة من الاستخدامات المتعددة له كالسيلاج والدريس (التبن).
وقت زراعة الفصة:
تعتبر الفترة الممتدة من شهر شتنبر إلى نونبر أحسن فترة لزراعة الفصة بدون تأخير أو تبكير عن هذا الوقت لأن ذلك من شأنه أن يخفض من نسبة الانتاج، ويعد النصف الاول من شهر أكتوبر أنسب وقت لزراعة الفصة.
اختيار النوع المناسب
يوجد أكثر من 200 نوع من الفصة، وتختلف خصائص كل نوع عن الاخرى ومدى تلائمها مع الظروف المناخية، لذلك وجب البحث في الأول عن النوع المناسب للمنطقة المراد غرس الفصة فيها قبل اتخاذ أي قرار من أجل الحصول على محصول جيد ووفير لكن عموم الانواع تستطيع التكيف مع الظروف المناخية لكن ليس بدرجة كبيرة.
تهيئة الارض للزراعة:
يتم الاستعداد لزراعة الفصة عن طريق تهيئة الأرض، فيجب التأكد من أن حموضة التربة حوالى 6,5، كما تتم إضافة الجير للتربة لأنه يساعد على تثبيت مكونات التربة، بعد ذلك يتم تسميد الأرض وحرثها بعمق ويجب عند زراعة البذور ترك مسافة لأن الفصة من النباتات طويلة الفروع ووجب توفير مساحات جانبية لكل نبتة لكي تنمو جيدا.
طريقة زراعة الفصة:
يحتاج الهكتار الواحد من 20 إلى 40 كيلوجرام من البذور الخام، لكن عندما تكون البذور غير خام وجب عل المزارع أن يسأل عن كمية البذور الذي يجب زراعتها في كل هكتار. وعند شراء البذور الفصة تأكدوا من اختيار بذور ذات جودة جيدة وان يام شراؤها من أشخاص معروفين.
عند الزراعة يجب وضع البذور في عمق 0,6 سم وترك مسافة 20 سم او أقل بين كل بذرة وأخرى وتنبت الفصة بعد مرور 5 أيام على زراعتها وسقيها، حيث تتشبع البذور بالماء وتنتفخ وتخرج منها سيقان تظهر فوق سطح التربة، بعد ذلك تبدأ النباتات في النمو والازهار وتكون أوراق وجذور.
المتطلبات البيئية لزراعة الفصة:
درجة الحرارة:
تعتبر الفصة من النباتات المعتدلة بالنسبة لاحتياجاتها الحرارية وهي تفضل بصورة عامة الحرارة وتخشى البرودة فهي لا تقاوم دراجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة وتنمو في متوسط حرارة بين 15 و 30 درجة، وتحتاج إلى درجة حرارة معتدلة في جميع مراحل نموها، وتنخفض نسية إنتاجها ونموها في درجات الحرارة المرتفعة وتزداد متطلباتها المائية , كما ان البرودة والصقيع تتسبب في موت الأوراق الصغيرة واحتراقها وفقر في المكونات الغذائية. لكن قدرة الفصة على التأقلم مع درجات الحرارة تزداد مع تقدمها في العمر.
التربة:
تفضل الفصة الزراعة في الاراضي العميقة والتي لها تربة صرفية نفاذة للماء لأنها تحتاج لان كميات كبيرة من الماء في نموها، كما تفضل الفصة التربة الكلسية ذات حموضة معتدلة.
لوحظ أن تكرار زراعة الفصة لسنوات طويلة متتابعة يضعف الارض ويقتل النباتات التي يمكن زراعتها بعد الفصة وذلك بسبب استنفاذ الفصة لكميات كبيرة من مواد التربة كالبوتاسيوم.
السقي:
تعتبر الفصة من النباتات الخضراء المحبة للماء، فهي تحتاج إلى الري من أجل نمو مكتمل، ويجب سقيها عند غرس البذور بعد ذلك يتم سقيها مرات قليلة متتالية حتى تنبت البذور ونحصل على شتلات بطول 8 سم، بعد ذلك يتم سقيها كل 15 يوم، كما تعتبر الفصة ايضا مقاومة للجفاف إذ يمكن البقاء لمدة 6 أشهر من دون سقييها ولا تموت أوراقها لكن قد يتأثر إنتاجها.
الضوء:
تحتاج الفصة كباقي النباتات إلى الضوء في بدء نموها لمساعدتها على نمو أفضل وغلة أعلى.
عمليات حش الفصة:
إذا تمت عملية الزرع والنمو بشكل صحيح فبعد حوالي 60 أو 65 يوم يمكن حش الغلة الاولى من الفصة وبعد مرور حوالى 35 إلى 45 يوم يمك حش الحصة الثانية، ويمكن بعد مرور كل 35 إلى 45 يوم إلى غاية شهر نونبر لأن بعد ذلك يتقلص نمو الفصة وقد يتوقف النمو مع فصل الشتاء ليعد نفسه لفصل الربيع. وأغلب المزارعين يتوقفوا عن الحش بعد مرور السنة الرابعة من الزراعة لان المردود يقل بنسبة 15٪ .
يجب ان يراعى عند الحش:
- عدم ترك جزء من قواعد الساق او حش قريب من سطح الارض فتتأثر البراعم الحديثة، فيجب أن يكون الحش فوق سطح الارض مباشرة.
- عدم حش الارض وهي رطبة لأن ذلك قد يؤدي إلى سحب الجذور مع الحش
- جمع كل الفصة التي تم حشها وتفادي ترك البعض في الارض لأنه عرضة للتعفن وسيؤثر على الطبقة السفلية.
رعاية النباتات بعد الزراعة:
الفصة من النباتات التي تعطي إنتاج كبير لسنوات عديدة فهي ذو تكييف جيد مع الظروف المناخية مما يجعلها محط اهتمام المزارعين ويعتمدون عليها في اعلافهم، لكن وجب رعايتها لأنها تتأثر بالأعشاب والآفات الحشرية مثل سوسة أوراق الفصة التي قد تهلكها وتضيع المحاصيل، فالأعشاب الضارة تتشارك مع الفصة الماء والمواد الغذائية الشيء الذي يضعف نباتات الفصة وقد يقتلها، لذلك وجب على المزارعين استشارة المهندسين الزراعيين في مناطقهم والبحث عن الاعشاب الدارة التي قد تهلك محاصيلهم ووضع مخططات استباقية قبل الزراعة ثم مواكبة الزراعة بالتسميد والادوية .
للمزيد من المواضيع والمقالات التي تخص المجال الفلاحي ابقوا على طلاع على مدونتا الفلاحية، ويمكنكم التواصل معنا والاستفسار حول أي موضوع ونحن رعن اشارتكم، كما نوصيكم بموقعنا المخصص للإعلانات الفلاحية بالمغرب الذي يعتبر بمثابة سوق فلاحي متنقل تجدون فيه كل ما تحتاجون فسارعوا لزيارتنا.