حكم الأضحية للعائلة في الإسلام، جزءًا لا يتجزأ من أركان الدين المقدسة التي شرعها الله تعالى على المسلمين لعدة أسباب ذات أهمية بالغة. ومن بين هذه الأسباب، الاقتداء بسنة النبي إبراهيم عليه السلام في الخضوع والطاعة التامة لأمر الله تعالى. عندما أمر الله تعالى إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام، أظهر إبراهيم الخضوع الكامل والطاعة المطلقة لأمر الله، ولكن الله جازه على هذه الطاعة الفائقة بتبديل ابنه بكبش عظيم، مما يعكس رحمة الله وتقديره للطاعة الصادقة.
وقد ذكر الله في القرآن الكريم قصة هذا الحدث العظيم، حيث قال: “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ” (الصافات: 107). وفي عيد الأضحى المبارك، يعظم المسلمون في جميع أنحاء العالم شريعة تقديم الأضاحي، حيث يعبرون عن شكرهم وعبوديتهم لله تعالى، ويظهرون معاني البذل والعطاء. وعلى الرغم من تفاوت ظروف الناس، يتساءل الكثيرون عما إذا كان بإمكان العائلة المشاركة في ذبح أضحية واحدة
: سنوضح هذه المسألة بالتفصيل فيما يلي.
ما المقصود باشتراك عائلتين في أضحية العيد؟
اشتراك العائلة في الأضحية قد يكون بمعنيين مختلفين. الأول، أن يقوم رب الأسرة بذبح الأضحية وينويها عن نفسه وعن أفراد عائلته الذين يعولهم. الثاني، أن يقوم كل فرد من أفراد العائلة بتقديم مبلغ من المال
لشراء الأضحية، ثم يتم جمع هذه المبالغ لشراء الحيوان والقيام بالذبح.
حكم الاشتراك في أضحية الإبل أو البقر
حكم اشتراك العائلة في أضحية البقر أو الإبل يعتبر تسهيلاً من الله تعالى على المسلمين، وقد ورد في السنة النبوية أنه يُجاز للمُضحّين أن يشتركوا في ذبح بقرة واحدة أو إبل واحدة، ما لم يتجاوز عدد المشتركين سبعة أشخاص. يمكن أن يكون المشتركون أفراد عائلة مشتركين في المعيل، أو أهل بيت واحد مشتركين في المعيل، أو حتى سبعة مسلمين لا يجمع بينهم صلة قرابة معينة.
في حالة الاشتراك في أضحية البقر أو الإبل، يمكن لأحد الأشخاص في المجموعة أن يتطوع بدفع ثمن الأضحية وأن ينوي الجميع التضحية بها، أو يمكن لكل فرد دفع جزء من ثمنها وأن ينوي التضحية بها، وسيكون الذبح وفقاً للشريعة الإسلامية صحيحاً في كلتا الحالتين.
من الجدير بالذكر أنه عندما يتعلق الأمر بأضحية الشاة، فإن الاشتراك بين أفراد غير أهل البيت الواحد غير مجاز، بمعنى أن الاشتراك فيها يكون مقتصراً على أفراد الأسرة أو العائلة الواحدة.
حكم الاشتراك في شاة واحدة
يجوز للمعيل أن يضحّي بشاة عن نفسه وعن أفراد أسرته الذين يعولهم، مثل الزوجة والأبناء والمماليك، وينوي الأضحية عنهم جميعاً، فتجزئ عنهم جميعاً. وإذا كان المعيل هو الأب وكان معسراً، فله أن يأخذ من أموال أبنائه ما يكفيه لشراء الأضحية والتضحية بها.
إذا لم يجد المعيل ما يكفي لشراء الأضحية، وأراد أحد من أفراد أسرته مساعدته، مثل الزوجة أو أحد الوالدين، الذين يعولون، بتقديم هدية من المال لشراء الأضحية، فإن ذلك جائز، وتعتبر هدية أو صدقة حسب نية المعطي، وليست مشاركة في الأضحية. في هذه الحالة، يضحّي المعيل بالمال الذي أعطاه لهم، وينوي الأضحية عن نفسه وعن أفراد أسرته الذين يعولهم.
أما عن الأقارب العامة مثل أولاد الأعمام والأخوال والأجداد وغيرهم، الذين لا يشتركون في المعيل، فلا يجوز لهم الاشتراك في أضحية الشاة على أي وجه، بمعنى أن الاشتراك فيها يكون مقتصراً على أفراد الأسرة
الواحدة فقط.
flaha.ma احصل على أفضل الفرص لبيع وشراء أضاحي العيد! انضم الآن إلى سوق الحولي لتجد كل ما تبحث عنه فقط عند
التربية الإسلامية على الكرم والسخاء
الإسلام يولي اهتماماً كبيراً بتربية المجتمع المسلم على الكرم والسخاء، ويحث على بذل المال من قلوب خالصة وطيبة. في سياق ذلك، حرّم الله تعالى بيع أي جزء من الأضحية، بل شرع أن يتم تقديم جزء منها للمحتاجين، وتوزيعها كهدية لمن يحبّه الإنسان، بالإضافة إلى السماح بتناول جزء منها للاستهلاك الشخصي.
هذا النهج يعكس شكراً لله تعالى على نعمه، ويسهم في توطيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ويعزز المشاعر الإيجابية مثل الود والرحمة. كما يعكس هذا التصرف فلسفة التشارك والتعاون بين أفراد المجتمع، ويعزز روح التعاضد والتكافل الاجتماعي، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على القيم الإنسانية والأخلاقية الرفيعة.