أنواع الفحم المغربي وعملية صناعته

الفحم المغربي

في عيد الأضحى، يتحول الفحم الخشبي إلى نجم يلفت انتباه المستهلكين بشكل كبير، فهو المادة التي تحظى بشعبية كبيرة طوال العام، ولكن يشهد طلبه ارتفاعًا ملحوظًا خلال هذه المناسبة الدينية الخاصة، حيث يعتبر ضروريًا لإعداد الأضحية وتحضير الوجبات الخاصة بالاحتفالات.

الفحم عبارة عن صخور رسوبية مظلمة اللون، تتراوح ألوانها بين الأسود والبني، وهي قابلة للاحتراق بسهولة. يتكون الفحم من تراكم النباتات والمواد العضوية الأخرى في بيئات مائية على مدى ملايين السنين.

عملية تحول هذه المواد العضوية إلى الفحم تتطلب ضغطًا عاليًا وارتفاعًا في درجة الحرارة، وتتم عادةً في الأعماق الأرضية.

الفحم يتكون بشكل رئيسي من الكربون، مع وجود كميات متفاوتة من المواد العضوية الأخرى مثل الهيدروكربونات. يمكن تصنيف الفحم كمصدر للطاقة غير المتجددة، نظرًا لأن عملية تكوينه تأخذ وقتًا هائلًا، حيث يحتاج إلى ملايين السنين لتشكيله داخل باطن الأرض.

مصدر طاقة الفحم يعود إلى النباتات التي عاشت في المستنقعات منذ مئات الملايين من السنين. تتراكم بقايا هذه النباتات في طبقات من الوحل والصخور، حيث تتعرض لضغط وحرارة عالية تحولها تدريجياً إلى الفحم.

يتم استخدام الفحم على نطاق واسع كمصدر للطاقة في مختلف الصناعات، ومن بين استخداماته الأخرى كتوليد الكهرباء والتدفئة. ومع ذلك، فإن استخدام الفحم يترافق أيضًا مع مشكلات بيئية خطيرة، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والشوائب الأخرى أثناء عملية الاحتراق، بالإضافة إلى تأثيرات استخراجه على البيئة الطبيعية.

الفحم المغربي

الفحم المغربي flaha

منطقة خنيفرة في المغرب تبرز كواحدة من أهم المناطق التي تنتج الفحم الخشبي، حيث يتجاوز إنتاجها سنويًا ما يزيد عن 1500 طن من هذه المادة الفاخرة. ويعتبر هذا الإنتاج بمثابة مصدر رئيسي للدخل في المنطقة، حيث يشهد السوق المحلي والوطني اقبالًا كبيرًا على هذه المادة.

يتم استخراج الفحم الخشبي بالكامل من الملك الغابوي في منطقة خنيفرة، ويشتهر هذا الفحم بجودته العالية ونقاوته، مما يجعله مطلوبًا لدى العديد من المستهلكين.

تتنوع أنواع الفحم في المنطقة بين فحم أشجار الكاليبتوس الذي ينتج بمنطقة ازيلال وخنيفرة وايموزار، وفحم الزيتون الذي يتم استخراجه في منطقة الصويرة، وفحم الكروش الذي يشتهر به منطقة دكالة، والذي يتم

توجيهه إلى أسواق الجملة للفحم بالدار البيضاء.

صناعة الفحم المغربي

في المغرب، يعتمد صنع الفحم على تحويل الخشب إلى فحم، ويتم ذلك عادةً من خلال عملية الاحتراق بدون وجود هواء، المعروفة باسم عملية الكاربونة. تتمثل هذه العملية في تسخين الخشب في بيئة خالية من الهواء أو بوجود كمية قليلة منه، مما يؤدي إلى تحويل الخشب إلى فحم.

تشمل عملية صناعة الفحم التحضير والتجهيز للخشب، حيث يتم وضعه في أفران خاصة وتسخينه بدرجات حرارة مرتفعة دون وجود هواء كافٍ. يستمر هذا السخان لفترة معينة حتى يتحول الخشب تدريجيًا إلى فحم. بعد ذلك، يتم تبريد الفحم وتعبئته استعدادًا للاستخدام. هذه العملية تقلل من نسبة الرطوبة والمواد العضوية الأخرى في الخشب، مما يؤدي إلى تحويله إلى فحم بجودة عالية وقيمة مضافة.

كيف تتم صناعة الفحم الخشبي؟

تحديد مكان مناسب لإجراء عملية تحويل الخشب إلى فحم، يجب أن يكون المكان واسعًا ومهيأً للسلامة العامة، ويفضل في الهواء الطلق لتقليل مخاطر الحريق.

تجهيز حاوية معدنية مثل برميل يمكن استخدامه لوضع الخشب، ويجب أن يكون لها غطاء مقاوم للهب لتجنب انتشار الحريق.

اختيار نوعية مناسبة من الخشب لصناعة الفحم، مثل خشب البلوط أو الكرز أو الجوز، مع الأخذ في الاعتبار أن سماكة الخشب تكون حوالي 8 سم أو أكثر.

ملء الحاوية المعدنية بالخشب بشكل متساوٍ حتى لا يكون هناك فراغات كبيرة بين القطع.

غطاء الحاوية المعدنية بالغطاء المقاوم للهب وتأمينه بشكل جيد لضمان استمرار العملية دون مخاطر.

حفر حفرة صغيرة في الأرض لتثبيت قاعدة الحاوية المعدنية فيها.

وضع كمية كافية من الحطب حول الحاوية المعدنية وعلى جوانبها لضمان اشتعالها بشكل جيد وتغطيتها بالكامل.

إشعال النار في الحطب المحيط بالحاوية والانتظار حتى يحترق الخشب تمامًا، مع الحفاظ على مسافة آمنة وعدم الاقتراب من الحريق.

بعد انتهاء العملية وتبريدها، يمكن فتح الحاوية المعدنية بحذر واستخراج الفحم المتكون.

يمكن تخزين الفحم في أكياس مناسبة للاستخدام المستقبلي.

أنواع الفحم

تتنوع أنواع الفحم بناءً على مصدره وطريقة تحضيره واستخداماته، وهنا أبرز أنواع الفحم:

الفحم الحجري

يعتبر من الفحم الطبيعي الذي يتكون عن طريق عملية تحول عضوي لمواد نباتية بفعل الضغط والحرارة عبر ملايين السنين. يتميز بقلة الدخان الناتج عن احتراقه وطول مدة استخدامه، كما أنه يُعَدّ أمنًا للبيئة.

الفحم النباتي

يصنع من بقايا النباتات مثل الأخشاب وجذوع الأشجار والثمار. يتميز برائحته الطيبة والطعم المميز الذي يضيفه إلى الطعام. وعادةً ما يكون أخف وزنًا وأكثر أمانًا بيئيًا مقارنة بالفحم الحجري.

الفحم البترولي

يُعَدّ ناتج ثانوي من استخراج النفط، ويستخدم في العديد من الصناعات. ويعتبر أقل شيوعًا في استخدامات مثل الشواء بسبب رائحته الكريهة.

فحم الجازورين

يمتاز بجودته العالية وقدرته على البقاء متوهجًا لفترة طويلة، مما يجعله شائعًا في الاستخدامات المنزلية والتجارية.

الفحم الصناعي

يتم تصنيعه بسرعة من الفحم الطبيعي ومواد رابطة. يتميز بسهولة اشتعاله واستدامة حرارته، ويُعَدّ خيارًا شائعًا في الاستخدامات اليومية.

الفحم المقطوع (Lump Charcoal)

يتم إنتاجه عن طريق تسخين قطع كبيرة من الخشب دون استخدام مواد رابطة، ويمتاز بسرعة اشتعاله ونكهته القوية.

فحم الكوك

ينتج عن تسخين الفحم الحيوي بدون هواء، ويتميز بنكهته الطيبة واحتراقه البطيء، مما يجعله مثاليًا للطهي البطيء.

فحم القوالب (Briquettes)

يتم صناعته عن طريق ضغط فحم الخشب المطحون مع مواد رابطة، ويمتاز بحرارته المستمرة وتوزيعها المتساوي.